بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي : برامج المحادثة

istockphoto-1065064004-612x612

استكمل اليوم تدوينة بدأت بها قبل مدة بعنوان “بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي“، والتي تحدثت فيها عن قصتي مع هذه الوسائل وكيف بدأت الابتعاد التدريجي عنها وصولًا إلى عدم استعمالها إلا في حدود ضيقة جدًا. وحديثي اليوم سيكون عن نوع آخر من هذه الوسائل والذي هو تطبيقات المحادثة والدردشة.

لمحة من الماضي

علاقتي مع برامج الدردشة بدأت مبكرًا، فبعد شيوع خدمة الإنترنت في الكثير من البيوت بدأت باستخدام برامج المحادثة الشهيرة في ذلك الوقت والتي من أهمها Yahoo Messenger وMSN. كنت حينها على أعتاب الدراسة الثانوية وكنت أستخدمها للتواصل مع الصديقات والأقارب، ولي مع هذه البرامج قصص وحكايا كثيرة جدًا، فمن خلالها تعرفت على بعض الأصدقاء وتوطدت علاقتي ببعضهم الآخر، لم أحب يومًا المكالمات الهاتفية، واللقاءات المباشرة لا تسمح بها الظروف دومًا، لذلك كان هذه البرامج خير عون في التواصل، وقد ساعدتني كثيرًا في التعبير عن نفسي وتحسين مهاراتي الاجتماعية، فلاحظت أنني من خلال الكتابة أستطيع قول ما لا أستطيع قوله باللقاءات وجهًا وجه.

ربما وأنا أتحدث الآن تعود الذكريات لعديد منكم ممن كان يستخدم هذه الخدمات، حين كانت الصورة الرمزية تُحدث باستمرار، وتوضع nickname وstatus، وتغير نوع الخط ولونه، واستبدال الرموز بالكلمات في MSN، وأرى أن كل هذه الميزات كانت بطريقة أو أخرى تعبر عن شخصياتنا. (لا زلت أحب ميزة وضع عبارة مرافقة للصورة، وقد استأت جدًا حين لغت whatsapp هذه الميزة لظهور خاصية status بشكل جديد، وكنت من الذين أرسلوا احتجاجًا لإعادتها😁 حتى عادت بمسمى About).

بالفعل كانت علاقتي وطيدة بهذه البرامج، وفي عام 2018 حين أعلنت Yahoo عن إلغاء خدمة messenger، وصلني الخبر من عدد كبير من الأصدقاء، وكأننا بذلك نفقد عزيزًا تقاسمنا ذكرياتنا معًا بصحبته.

Windows-Live-and-Yahoo-Messenger

بالنسبة للوقت الذي كنت أقضيه عليها فقد كان أيام المدرسة بحدود ساعة/ ساعتين على الأكثر بعد إنهاء الواجبات المدرسية وغيرها من الأمور، ويطول أكثر في نهاية الأسبوع، أما في الإجازة بين الفصول فكانت سهرتي الليلة أمام جهاز الحاسوب حيث أقضي الوقت أجول بين المواقع والمنتديات وترافقني بالطبع برامج المحادثة.

على أي حال ما أريد قوله أن استخدامي برامج الدردشة لم يكن شيئًا جديدًا بالنسبة لي حين ظهرت على الأجهزة الذكية، وأن عادتي اليومية في تخصيص وقت معين لها هي ما ساعدني على تخصصيه كذلك بعد ظهورها على هذه الأجهزة واقتنائي لها، وقد بقيت على عادتي هذه تقريبًا إلى الآن.

ضوابط أضعها لاستعمال برامج المحادثة:

*إيقاف الإشعارات تمامًا دون صوت أو نص، فبالتالي أنا أرى الرسائل فقط حين فتحي للتطبيق، وفي حال وجود استثناء لشخص أو جهة معينة فأخصص ظهور الإشعارات له فقط.

*بناء على النقطة السابقة فأنا أستخدم التطبيقات للدردشة في أوقات معينة، أو للإرسال في أمور غير طارئة، فأقوم بكتابة رسالة طويلة أقول بها كل ما أريد قوله ولا أنتظر الرد السريع في نفس اللحظة، وأحب أن يتعامل معي الناس بنفس الطريقة، وأكرر دومًا: برامج الدردشة ليست للأمور العاجلة، إذا ما أردت شيئًا فاتصل بي هاتفيًا أو أرسل رسالة نصية SMS، فرسالتك هناك قد تمضي ساعات عدة قبل أن أراها.

*تقليل عدد المجموعات المشترك بها، والأصل عدم قبول الاشتراك في المجموعات، حاليًا أنا لدي 3 مجموعات فقط في واتس آب، والحديث فيها قليل ويهمني ولا يوجد بها لغو فارغ مستمر. عدا ذلك الناس حولي بدأت تعلم أنني لا أحب المجموعات ولا يشركونني بها.

*في تطبيق كتليجرام تتواجد القنوات channels، وهي كثيرة ومتنوعة، ومنها ما يقدم الخير الكثير، لكنني لا أزيد عددها عن 3، لأنني بذلك أستطيع قراءة غالب ما تنشر والانتفاع به، قنوات أخرى يمكنني زيارتها كل فترة وأخرى بعيدة مثلًا.

*إيقاف هذه التطبيقات لفترات معينة، مثلًا ضمن خطتي الرمضانية أقوم بتعطيلها طيلة الشهر الفضيل، وفي فترة العزلة عن الشبكة قمت بذلك بطبيعة الحال.

*تخصيص تطبيق كتليجرام للأمور غير الشخصية، فهو للمحادثات التي تخص العمل، الدراسة، التطوع، أما التواصل مع الأصدقاء والأهل فمن خلال واتس آب ومسنجر. وهذا شيء جيد لأنني عندما أفتح التليجرام لا أتلهى بالمحادثات الشخصية هناك، وتطبيق سطح المكتب الخاص به يساعدني كثيرًا في ذلك.

على الهامش: لا أعلم لماذا تصر بعض المؤسسات على استخدام واتس آب للتواصل مع موظفيها! هذا تطبيق للمحادثات الشخصية وليس للعمل، هناك عشرات المنصات المخصصة لمثل هذه الغايات والتي تقدم ميزات متكاملة وتخدم أهداف المؤسسة أكثر.

*النقطة الأخيرة لا أطبقها جيدًا لكن سأعمل على ذلك، وهي ألا أنظر إلى الهاتف حال استيقاظي من النوم ثم قراءة المحادثات من هنا وهناك، وأيضًا سيكون جيدًا إذا ما توقفت بعد ساعة معينة من الليل عن رؤية محادثات التليجرام الخاصة بالأشغال.

إضافة: خلال فترة الحجر المنزلي وللتواصل مع إخوتي (وأحيانًا في مكالمات جماعية) بدأنا باستخدام تطبيق Google Duo، وهو جيد جدًا وأفضل من بعض هذه التطبيقات، وسعيدة أنني بذلك أكون قد خصصت تطبيقًا لعائلتي لا يتأثر في حال عطلت البرامج الأخرى.

كانت هذه تدوينتي لهذا اليوم، إن كانت لديكم ملاحظات أو اقتراحات أخرى أسعد بمشاركتي إياها. وأعتقد أنه لا زال لدي ما أقوله في هذه التجربة، أستكمله معكم إن شاء الله في تدوينة قادمة.

20 فكرة على ”بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي : برامج المحادثة

  1. Barmeel

    سرد رائع.
    أعتبر تليجرام أفضل تطبيق حديث للمحادثة، وصاحب أقل نسبة في التعرض للمشتتات.. بالإضافة إلى مساحة التخزين المجانية التي يوفرها.

    Liked by 1 person

  2. تنبيه: روابط: الكهف والغرفة – صفحات صغيرة

  3. فعلاً برامج المحادثة مثل WhatsApp ليست مناسبة للعمل، أتضايق كثيراً عندما يطلب مني زبون طلب عن طريق هذا البرنامج، أضطر إلى نقل الرسالة إلى البريد لإعادة إرسالها لفريق العمل حتى تتحول إلى طلب رسمي تسهل متابعته

    Liked by 1 person

    1. الأمر غير مهني وعمومًا يصعّب عملية البحث والتتبع كما ذكرت. أتمنى أن تنتشر ثقافة البدائل الأخرى.
      كل الشكر لمشاركتك المستمرة☘

      إعجاب

  4. ما أجملك نوار
    حالي من حالك تقريباً
    أتمنى حقاً أن أستطيع منع نفسي من فتح الهاتف حال استيقاظي وقراءة المحادثات وهذا ما أفعله الآن للرد على تدوينتك 😅😅

    والحمد لله استطعت منع نفسي من الواتس آب بشكل جيد جداً، لكن بقيت مشكلتي مع التلغرام وأعترف أنني لاشتراكي بالعديد من الأعمال التطوعية من خلاله فأحتاج لاستخدامه بشكل كبير خلال اليوم مع الأسف
    لكن سأحاول اختصار فكرة القنوات واختصارها على ٥ الآن للمتابعة فقط.

    Liked by 1 person

    1. وهذا ما أفعله أيضًا وقت قراءتي لهذا التعليق🙈

      الحال كذلك بالنسبة لي مع التليجرام، لذلك أنا استخدمه من جهاز الحاسوب، فهذا يقلل امساكي للهاتف والتلهي بالتطبيقات الأخرى.
      أيضًا حتى لا أفتح القنوات وأتابع منشوراتها فتشغلني عن العمل الأساسي الذي فتحت التليجرام لأجله، فانا أقوم بعمل وضع “صامت” لها، وهكذا تظهر الرسائل المهمة بلون مميز عن سواها.
      أتمنى أن أكون قد أفدتكِ

      Liked by 1 person

    1. لا بأس لا تجبري نفسك على ذلك، وليس شرطًا أن تحدي نفسك برقم معين قللي بحسب ما تستطيعين.
      يمكنك استخدام هذه الطريقة: الغي اشتراكك في بعض القنوات، ثم لاحظي خلال يومك هل فقدتي شيئًا؟ إن سارت أمورك على ما يرام، فأنت فعلًا يمكنك الاستغناء عنها. وبما أن لديك عدد كبير من القنوات فلا أعتقد أنك تتابعينها جميعًا بنفس الاهتمام، فراقبي أيها التي تميلين لتركها دون متابعة لوقت أكثر.
      🌸كل التوفيق

      Liked by 1 person

  5. سرد رائع لتجربتك، تقريبًا جزء كبير من تجربتك أطبقّه منذ فترة طويلة، وحاليًا لا يوجد لدي أي حسابات على أي برامج تواصل حتى Facetime قمت بإيقاف خدمته لدى كل أجهزتي، ضوضاء كثيرة تخلصّت منها وعوضًا عنها استغليت الوقت في أمور نافعة، من يريدني يعرف رقمي أو بريدي الإلكتروني وسوف يتواصل معي.
    شكرًا جزيلًا على التدوينة والتجربة

    Liked by 1 person

  6. Esraa Bsharat

    تدوينة ثرية..
    من بعد التجربة الفعلية التحرر من مرض التعلق ب مواقع التواصل الاجتماعي يعطي حرية وراحة ممتعة للعقل والتفرغ ل أمور أكثر أهمية
    عدا عن توسع مدى رؤيتك ممن وقعوا ضحية لفخ التنقل من تطبيق لغيره من دون جدوى تذكر

    Liked by 1 person

  7. أسماء عنان

    أحسنتِ حين كتبت في هذا الشأن، فقد صارت لهذه البرامج هيمنتها، وإبراز التجارب الشخصية الناجحة المستعلية هو طريق خير للنصح..
    قد أذكرني مقالك يوم أن كنتُ صغيرة لا تحب شيئا كحبها طعام “البقالة” .. وقد دعيت صديقتي يوما لتشاركني في أكل رقائق البطاطس فأخبرتني أنها لا تأكل، ووجدتني حينها متعجبة جدا، متسائلة أن كيف للمرء أن يعيش دونما هذه الرقائق.. لكن مضت برهة من الزمن، ووجدتني أُكبِر هذه الصديقة، وعلمت أن الحياة أعظم من طعام معلب وأنه يمكنني أن ابتعد عن الإدمان عليه كما ابتعدت هذه الصديقة.. وكذلك علمت أثر رؤية الحسن في حياتنا.. والحكمة البالغة في إظهار الحُسن والخير من الأفعال، لأن الأفعال أمضى من الأقوال، والحقائق لا يبرزها شيء كامتثالها..
    فجزاك الله خيرا نوار، وعلك تضمين إلى هذه النصيحة المكتوبة نصائحَ ونقاشات مع بعض من تقابلين
    نفع الله بك،،
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    Liked by 1 person

    1. أهلًا بالعزيزة أسماء✨
      شكرًا لطيب كلامك وإطرائك، وشكرًا لمشاركتي تجربتك الغنية هذه على بساطتها :)
      وممتنة لنصيحتك، عسى أن يكون لهذه السلسلة تتمة.

      وعليكم السلام ورحمة الله
      شرفتِ المدونة يا طيبة🌸

      إعجاب

أضف تعليق