التدوينة المئة💯

walle-background (10)

عندما بدأت كتابة هذه التدوينة ظننتها ستكون تدوينة احتفالية، أعبر فيها عن سعادتي بوصولي للتدوينة رقم 100 في مدونتي الصغيرة، وأخبركم كم أحب التدوين وماذا يعني لي. لكنني في الحقيقة ما إن بدأت أستوعب الأمر حتى وجدت نفسي أنخرط في بكاء عميق، لم تكن تلك مجرد دموع فرح بإنجار بل شيئًا أعمق من ذلك بكثير، ولم يعد الأمر يتعلق بالتدوين والمدونة فقط وإنما كبر ليشمل نوار ذاتها.

نعم تنتابني لذة الفرح والسرور لأنني فعلتها وأخيرًا، ووصلت هذا العدد الذي كنت أريد الوصول إليه دومًا، لكن مشاعر أقوى هي ما يسيطر عليّ في هذه اللحظات، مشاعر الحب الكبير الكبير لنوار التي عرفتُ في هذه السنوات التي مارست خلالها التدوين، مشاعر الفخر بهذه الإنسانة، ومشاعر الفرح بالشخص الذي أصبحت عليه.

أود لو ألتقي نوار تلك وأخبرها أنك حينما وصلت تدوينتك المئة فأنتِ لم تحققي حلمًا صغيرًا راودك فقط، بل أنكِ شكلتِ –بعناية الله ورحمته- شخصًا وحياة تحبينهما كثيرًا. بأن المدونة ليست مجرد مشروع بدأته بل منزلًا جديد يحتويك، تجدين فيه حبًا ودفئًا مختلفًا، وتكونين فيه إنسانة تستحق الحب. بأن كل حكاية وتجربة وإنسان دونت عنها هنا تركت في نفسك أثرًا. بأنك فتحتِ نافذة جديدةً تبثين منها بعض الجمال وتستقبلين أكثر.

لم أتوقع أن يحصل أي من هذا، ولا أعلم بعد لم في هذا الوقت تحديدًا؟ أنا شخص يجيد التواصل جيدًا مع ذاته، ويتحدث كثيرًا مع نفسه، لا يمر أسبوع واحد دون أن أجري جردًا وتقييمًا، لكن رغم كل ذلك ما أشعر به اليوم لم أشعر به سابقًا، وفي الحقيقة أنا سعيدة جدًا أن هذا الأمر يحصل بسبب التدوين. ربما فعلًا أنا التي هنا لا تشبهها أنا في أي مكان، ربما أنا التي هنا حقيقية أكثر وعميقة أكثر، أنا التي هنا من أقرب الأنفس لقلبي، أنا هنا التي قد تتحدث عن أي شيء يخطر ببالها، عن اهتماماتها وهمومها، عما تحب وما تفعل، تتحدث عن تفاصيل صغيرة لا تبدو شيئًا في أعين الآخرين. أنا هنا التي تستخدم الكتابة لإيصال صوتها، الكتابة التي لطالما كانت رفيقة دربي ومن أخص أنشطتي، ولم يخطئ يومًا من قال عني” أنني أكون أنا أكثر ما أكون حين أكتب”.

تحية عميقة للإنسانة التي بدأت هذه المدونة، التي لم تتوقف عن الكتابة والنشر بعون الله حتى لو انقطعت لبعض الفترات، التي جعلت الاستمرار في التدوين هدفًا مهمًا لا يقبل التنازل، التي بدأت تدرك كل يوم أكثر كم أن الكتابة ليست عملية سهلة لكنها في سبيل ذلك ستحاول كثيرًا. التي علمت أن الكتابة ليست مجرد حروف تسطر على صفحات بل بإمكانها أن تكون يد حانية وابتسامة مشرقة، أن الكتابة بصدق تصل بسرعة لقلوب الآخرين، وربما تبعث في أرواحهم -ومن قبلها روحها- الدفء والأمان.

تحية لكل من يزور مدونتي الصغيرة، لمن يحب قراءة كلماتي المتواضعة، لمن يعبر لي كم أثرت به كلماتي أو أعانته أو خففت همه، لكل من يُخجلني بقوله أنه يفرح حين يرى تدوينة جديدة لي. لصديقاتي اللواتي يشجعنني دائمًا لكتابة المزيد، وأولئك اللواتي يخصصن جزءًا من وقتهن لقراءة ما أكتب.

تحية لمتابعي هذه المدونة مع أملي أن تكون متابعتي تستحق ذلك، لزملاء وزميلات التدوين، في هذا المجتمع الذي لا تجد له مثيلًا في مكان آخر، لأساتذتي الذين أتعلم منهم الكثير، ولكل من كان سببًا في تدوينة هنا أو جزءًا منها.

وأولًا وآخرًا، ودائمًا وأبدًا، الحمدلله العلي العظيم، الحمدلله الذي يسر لي أن أتواجد بزمن يمكن به أن أتعرف على هذه الهواية الجميلة وأمارسها، زرع في نفسي حب الكتابة، ويسر لي أدواتها وأساليبها، وكتب لي القبول في قلوب من يقرأني.

الحمدلله في الأولى والأخرة، الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

الحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه🌸

17 فكرة على ”التدوينة المئة💯

  1. ليس عدلًا أن يصلني إشعار لتدوينتك بعد يوم من كتابتها..
    ورغم أن وقتي المخصص لاستخدام الهاتف اليوم قد انتهى لكن ما أن رأيت الإشعار حتى قررت تجاوز الحد لأقرأ ما كتبته 😊..

    كانت دهشتي واضحة لعنوان الموضوع بداية.. ولم أتخيل أنني سأقرأ تلك الكلمات بعدها، وفي نهاية كلماتك كنت سعيدة جداً بها وسعيدة بك..

    أتدرين، أنت حقاً شخص فريد ومميز يسّر الله لي معرفته ولو لم أكن قريبة منك بالشكل الذي أتمناه..
    ورغم أنك مقاربة لي في السن إلا أنني أرى فيك مثالاً يُحتذى به لروعتها وجمال ما تعيش ولحرصها وسعيها الصادق لتكون نفسها فقط..

    أعترف أنني في بعض المرات أشعر بالغيرة منك 🙈، لأنك تعرفين ما تريدين وتستطيعين التعبير عنه ولو بالكلمات هنا.. لكن بعد مدونة اليوم..
    أدركت أن لكل شخص كينونته وجماله الذي يحيا به.. فقط لنبحث عنه

    ..
    المهم مش عارفة شو كتبت فوق.. لكن نوار بحبك وبحب تدويناتك، بانتظار تدوينتك رقم 101 😉😘😘

    Liked by 1 person

    1. هنيئًا لي بهذا التجاوز الاستثنائي😁
      شكرًا جزيلًا لكل الكلمات الجميلة والثناء الذي لا أستحق، تعليقك الطويل هذا أسعد قلبي جدًا، فأسعد الله قلبكِ دوامًا يا صديقتي💕

      لا أعتقد أننا في هذا العمر أستطعنا بعد أن نعرف ماذا نريد فضلًا عن التعبير عنه، لكن ها نحن نحاول😅

      بالفعل أنتِ جميلة كما أنتِ💛
      ..

      وأنا بحبك جدًا حنين وبحب صحبتك والوقت برفقتك💕
      ربي لا يحرمني وجودك الجميل🌻

      Liked by 1 person

  2. ما شاء الله تبارك الرحمن!! حالياً أنا أشعر بالسعادة بعد الانتهاء من قراءة تدوينتك… سعادتك الصادقة معدية. حبيت قدر معرفتك لنفسك و جداً تأثرت بفكرة إن هذي الرحلة لما بدأتيها ما كنتي راسمه في بالك سيناريو معين، و مجرد عشتي التدوين بتفاصيله كحياة و ليس كمعادلة رياضية. بالتوفيق

    Liked by 1 person

  3. Esraa Bsharat

    أُهنيك صديقتي على تدوينة رقم 100
    بكائك دليل على الايام اللي مرت على كتاباتك فيها

    انتِ انسانه رائعة ومميزة..
    الله يكتبلك التوفيق بكل جوانب حياتك ويعطيك ليرضيك 🦋
    “دموع الفرح جميلة تمسح أثر ما مضى”

    Liked by 1 person

    1. حبيبتي إسراء أنت أحق من يُشكر لأنك من أهم أسباب افتتاح هذه المدونة🌸
      وأنتِ صديقتي التي لا مثيل لها🎀
      آمين ولكِ مثلما دعوت وأكثر❤

      Liked by 1 person

  4. تنبيه: قد تكون آخر تدوينة لي هنا – مدونة طارق ناصر

أضف تعليق