بعد غياب

لا أكتب في العادة تدوينات شخصية تضم يومياتي وخواطري، فغالبًا أعتمد الحديث عن موضوع معين وذكر تجربتي الشخصي معه مثلًا، لكنني اليوم –وبعد هذا الغياب- قررت أن أكتب قليلًا دون ترتيب مسبق أو تخطيط.

بدايةً أعتذر لمدونتي الحبيبة لهذا الانقطاع الطويل عنها، هذا الانقطاع الذي كان مقررًا فقط خلال شهر رمضان الفضيل لكنه أمتد لأبعد من ذلك؛ فلم أستطع التدوين لأسباب كثيرة وأهمها حالتي الصحية المتقلبة بصحبة الأمراض الموسمية وغير الموسمية، لكن يمكن القول أنها الآن أفضل والحمدلله :) .

أشياء عديدة حصلت خلال هذه الأشهر، معظمها أدى في النهاية إلى وضع جيد ومستقر بفضل الله. أبدؤها برمضان هذا العام، والذي كان مختلفًا ومميزًا؛ كان فعلًا نقطة تحول بالنسبة لي، فألف حمدٍ وشكرٍ لله. رافقته كذلك تغيرات على الصعيد الشخصي والعائلي والمهني. وعاداتٌ جديدةٌ اكتسبتها، وأمور تركت فعلها، ولا تزال رحلة البحث وتحسين الذات مستمرة ما شاء الله.

إن كنتم تذكرون بذور دوّار الشمس التي قمت بزراعتها قبل أشهر، فقد استغرقت وقتًا طويلًا لتنمو؛ نظرًا لبرودة المنطقة التي أقطنها وعدم وصول كمية كافية من ضوء الشمس لمنزلنا، لكنها وبعد طول انتظار وترقب وعناية حثيثة، وبفضل الله القدير نمت شيئًا فشيئًا فأينعت وأضحت زهرة جميلة بديعة، أوراقها الصفراء مبهجة بشكل لا يصدق! ومنظرها البهيُّ كشمس صغيرة، كلما رأيتها ابتسمت وارتعش لها قلبي. للأسف ليست لدي صور جيدة لها لأريكم إياها :D في النهاية بطبيعة الحال ذبلت وتساقطت أوراقها، لكن لا بأس، وإن شاء الله سأعاود هذه التجربة العام القادم. وبالتأكيد قد تعملت منها أمورًا عديدة من أهمها الصبر ;) .

من التغيرات الأخرى أن عدد القطط في منزلنا قد ازداد بعدما أنجبت أحداهن جيلًا جديدًا من القطط الصغيرة اللطيفة. وكذلك قد بدأتُ عملُا جديدًا منذ فترة وجيزة، عملًا جميلًا وسعيدًا ومريحًا.

بالنسبة للقراءة، فبفضل الله قد تحسنت “نوعية” قراءاتي ومواضبتي عليها كذلك، ويمكنني القول إجمالًا أن هناك تحسنًا ملحوظًا في نوعية المواد التي أتابعها وأطلع عليها. أما الكتابة فلا أظن أن يومًا يمرّ دون أن أكتب فيه، كما اكتسبت لغتي مفردات ومهارات جديدة.

وبرغم عدم النشر هنا، فقد حرصت على البقاء متواصلة مع مجتمع التدوين الجميل، بقراءة تدوينات الأصدقاء وغيرهم والتعليق على ما أمكن منها. لكنني أفتقد تواجد بعض المدوّنين ممن أحب متابعتهم، وأتمنى عودتهم بأقرب وقت.

كنت قد خططت لبداية سلسلة تدوينات عن التبسيط والتنظيم والحياة البسيطة، لكن يبدو أنني سأرجؤها حتى وقت لاحق :) .

أتمنى أن أستطيع التدوين أكثر في الفترة القادمة، فهناك الكثير حقًا مما أود الحديث عنه، أعلم أن التدوين من المفترض (أو هكذا أطمح) أن يكون جزءًا أصيلًا من أيامي مهما تبدلت الظروف والأحوال، لكن في الفترة الحالية قررت -قدر الإمكان- أن أُقلص عدد المجالات التي أركز عليها في حياتي، ويأتي في بدايتها موضوع  صحتي؛ فأنا حقًا بحاجة لذلك. ولثقتي بقلوبكم يا أصدقاء المدونة الأعزاء، فأسألكم ألا تنسوني من طِيب دعواتكم المباركة.